Feeds:
المقالات
التعليقات

الجنة والنار

الجّنة والنّار يعتبر حضرة بهاءالله وحضرة عبد البهاء أوصاف الجّنة والنّار الواردة في الكتب المقدّسة رموزًا وليست حرفيّة في معناها ومن ذلك قصّة الخليقة الواردة في التّوراة. وهما يريان أنّ الجّنة هي حال الكمالات وأنّ النّار هي حال النّقائص. ويريان أنّ الجّنة هي الوفاق مع إرادة الله ومع إرادة إخواننا وأنّ الجّحيم هي فقدان هذا الوفاق وأنّ الجّنة هي حال الحياة الرّوحانيّة والجّحيم هي حال الموت الرّوحانيّ. وقد يدخل الإنسان الجّنة أو يدخل النّار وهو لا يزال في هذا الجسد. وأنّ مباهج الجّنة مباهج روحانيّة. وتنشأ آلام الجّحيم عن الحرمان من هذه المباهج. فيقول حضرة عبدالبهاء في كتاب المفاوضات ما ترجمته: “وعندما ينجون من ظلمات هذه الرّذائل بنور الإيمان ويتنوّرون بإشراق شمس الحقيقة عليهم ويتشرّفون بجميع الفضائل فإنّهم يعتبرون ذلك أعظم المكافآت ويرونه الجنّة الحقيقيّة. وكذلك المجازات المعنويّة أي العذاب والعقاب الوجودي فإنّه الابتلاء بعالم الطّبيعة والاحتجاب عن الحق والجهل والانحطاط والانهماك في الشّهوات النّفسانيّة والابتلاء بالرّذائل الحيوانيّة والاتّصاف بالصّفات الظّلمانيّة… وهم يرون هذا أعظم العقوبات وأشدّ العذاب… “والمكافأة الأُخْرَوِيّة هي الكمالات والنّعم الّتي يحصل عليها الإنسان في العوالم الرّوحانيّة بعد العروج من هذا العالم… وهذه المكافأة الأُخْرَوِيّة هي نِعَمْ وألطاف روحانيّة وأنواع النّعم الرّوحانيّة في الملكوت الإلهيّ وهي الحصول على ما يتمنّاه القلب والرّوح والفوز بلقاء الرّحمن في العالم الأبدي وكذلك المجازاة الأُخْرَوِيّة أي عذاب الآخرة هو الحرمان من العنايات الإلهيّة الخاصّة والمواهب الحتميّة والسّقوط في أسفل دركات الوجود، وكلّ إنسان حُرم من هذه الألطاف الإلهيّة فهو محسوب لدى أهل الحقيقة في عِداد الأموات… “أمّا الغنى والثّروة في ذلك العالم فهي التّقرب إلى الله وفي هذه الحالة لا شكّ أنّ المقرّبين لدى العتبة الإلهيّة تكون شفاعتهم مقبولة عند الحق… “حتّى إنّ الّذين ماتوا مذنبين وغير مؤمنين ربّما يتغيّرون حين يشملهم العفو والغفران وذلك فضل إلهيّ لا عدل لأنّ الفضل هو الإعطاء من دون استحقاق والعدل هو الإعطاء بالاستحقاق.  ونحن في هذا العالم نملك القوّة على الدّعاء لهم بالخير وكذلك في العالم الثّاني سنملك نفس هذه القوّة …

“إذن فالنّاس يستطيعون أنْ يرتقوا في العالم الثّاني أيضًا وكذلك يستطيعون في هذا العالم اقتباس الأنوار عن طريق التّضرع.  كما يستطيعون هناك عن طريق التّضرع طلب الغفران ويلتمسون اقتباس الأنوار…

“إنّ الارتقاء في الكمالات لا الارتقاء في الرّتبة ممكن يسير قبل خلع هذا القالب العنصري وبعد خلعه… فترون أنّه ليس هناك كائن أعلى من الإنسان الكامل لكنّ الإنسان الّذي يبلغ رتبة الإنسانيّة له بعد هذا ارتقاء في الكمالات لا ارتقاء في الرّتبة، لأنّه لا وجود لرتبة أعلى من رتبة الإنسان الكامل حتّى ينتقل الإنسان إليها.  فهو يرتقي في رتبة الإنسانيّة فقط لأنّ الكمالات الإنسانيّة غير متناهية.  فمثلاً مهما كان الإنسان عالمًا فإنّه يمكننا أنْ نتصوّر وجود إنسان أعلى منه علمًا.  وحيث أنّ الكمالات الإنسانيّة غير متناهية إذن فيمكن بعد الصّعود من هذا العالم الوصول إلى تَرقِّّيات أخرى في الكمالات”.

كتاب بهاء الله والعصر الجديد ص 253- المكتبة البهائية

http://reference.bahai.org/ar/

الحياة بعد الموت

يخبرنا بهاءالله أنّ حياة الجسد هي المرحلة الأولى الجنينيّة من مراحل وجودنا وأنّ النّجاة من الجسد يشبه الولادة الجديدة الّتي بها تدخل الرّوح الإنسانيّة إلى حياة أتمّ كمالاً وأوسع حرّية، فيقول بالنّص:-

“اعلم أنّه (الرّوح) يصعد حين ارتقائه إلى أنْ يحضر بين يديّ الله في هيكل لا تغيّره القرون والإعصار ولا حوادث العالم وما يظهر فيه، ويكون باقيًا بدوام ملكوت الله وسلطانه وجبروته واقتداره، ومنه تظهر آثار الله وصفاته وعناية الله وألطافه… وتدخله يد الفضل إلى مقام لا يعرف بالبيان ولا يذكر بما في الإمكان. طوبى لروح خرج من البدن مقدّسًا عن شبهات الأمم، إنّه يتحرك في هواء إرادة ربّه، ويدخل في الجّنة العليا، وتطوف به طلعات الفردوس الأعلى، ويعاشر مع أنبياء الله وأوليائه، ويتكلّم معهم، ويقصّ لهم ما ورد عليه في سبيل الله ربّ العالمين. لو يطّلع أحد على ما قدّر له في عوالم الله ربّ العرش والثّرى، ليشتعل في الحين اشتياقا لذاك المقام الأمنع الأرفع الأقدس الأبهى” ثمّ يقول ما تلي ترجمته:-

“وأمّا ما سألت عن كيفيّة ذلك (يعني حالة الرّوح بعد الموت)، فاعلم أنّه لا يوصف ولا ينبغي أنْ يذكرَ إلاّ على قدر معلوم. ولقد جاء الأنبياء والمرسلون لمجرّد هداية الخلق إلى الصّراط المستقيم ومقصودهم من مجيئهم تربية العباد… لعمر الله إنّ إشراقات تلك الأرواح هي سبب ترقيات العالم وارتفاع مقامات الأمم،… وليس هناك شيء من الأشياء من دون أنْ تكونَ لوجوده علّة وسبب وبداية. ولقد كان السّبب الأعظم في وجود الأشياء هو تلك الأرواح المجرّدة وسيبقون السّبب لوجودها إلى الأبد. وإنّ الفرق بين هذا العالم والعالم الثّاني كالفرق بين عالم الجنين وعالمنا الحاضر”.


وكتب عبدالبهاء ما يشابه ذلك فقال ما ترجمته:


“إنّ الأسرار والأمور الّتي لا يعلمها الإنسان في هذا العالم التّرابي تنكشف له في عالم الملكوت، ويطّلع على أسرار الحقيقة. ومن البديهيّ أنّه سيعرف هناك النّفوس الّتي كان يعاشرها ويأنس بها. ولا شك أنّ النّفوس المقدّسة بعيونها الطّاهرة وببصيرتها النّيرة هي بفضل العنايات الإلهيّة مكمن الأسرار في ملكوت الأنوار ولها نصيب وفيض من موهبة مشاهدة الحقيقة في كلّ نفس من الأخيار، وتحظى في ذلك العالم بالابتهاج بلقاء الله عيانًا واضحًا، وتجد جميع أحباء الله القدامى والجديدين حاضرين في ذلك المجمع

 

السماوي. ولا شكّ أنّ الفروق والميّزات بين الأشخاص تتجلّى بعد الصّعود من هذا العالم الفاني، وليست الميّزات هذه بالنّسبة للمكان بل بالنّسبة لعالم الرّوح والوجدان، لأنّ ملكوت الله مقدّس عن الزّمان والمكان، وهو عالم غير هذا العالم ودنيا غير هذه الدّنيا. واعلم يقينًا أنّ أحباء الله في العوالم الإلهيّة يعرف بعضهم بعضًا، ويأنس بعضهم إلى بعض، ولكنّ أنسهم هناك روحانيّ، وكذلك لو أحبّ إنسان إنساناً آخر في هذا العالم فإنّهما لن ينسيا بعضهما في عالم الملكوت وحتّى أيضًا لا ينسيان هناك الحياة الّتي كانت لهما في هذا العالم”( ).


مقام الإنسان

 – مقام الانسان ومقام المؤمن

 من آثار حضرة بهاء الله

1- الحَمدُ لمُنزلِ الايات ومظهر البينات والناطق في الاشجار بانا المقتدر المختار، هو الذي اظهر كنوز المعاني والبيان لحفظ الانسان وارتقاء مقامه في الامكان.

2- ان المظلوم يسلّم عليك ويوصيك بالاخلاق الروحانية والاعمال الطيبة، بالاخلاق يظهر مقام الانسان اسمع وكن من العاملين.

3-  انا نوصيهم في اخر الكتاب بما يظهر به مقام الانسان في الامكان هذا خير لهم عما على الارض ان ربك لهو الصادق المبين العليم الحكيم. قل اياكم ان تمنعكم الشؤنات الفانية عن مالك البرية دعوا ماعندكم وخذوا ما امرتم به بقوة من لدى الله المقتدر القدير.

4-    ان الانسان مرّة يرفعه الخضوع إلى سماء العزة والاقتدار واخرى يُنزله الغرور إلى اسفل مقام الذلة والانكسار.

5–    يا اوليائي هناك، اياكم ان تخوفكم شئونات العالم تمسكوا بالاعمال والاخلاق وبما يرتفع به مقام الانسان كذلك امرناكم من قبل وفي هذا المقام الرفيع. احفظوا مقاماتكم وما قدر لكم من لدن مقتدر قدير.

 

 

6- فان مقام الانسان لعظيم ومنذ مدة ظهرت هذه الكلمة العليا من مخزن القلم الابهى ان هذا اليوم يوم عظيم ومبارك وكل ما كان مستورا في الانسان فانه قد ظهر وسيظهر من بعد ان مقام الانسان عظيم اذا تمسك بالحق والصدق وثبت على الامر ورسخ. ان الانسان الحقيقي مشهود بمثابة السماء لدى الرحمن فالشمس والقمر سمعه وبصره والنجوم اخلاقه المنيرة الفاضلة ومقامه اعلى المقام واثاره مربّية لعالم الامكان.

من اثار حضرة عبد البهاء

1- للانسان مقامان، أحدهما مقام إنساني له علاقة بعالم الملكوت والفيض الإلهي والمقام الاخر هو مقام حيواني له علاقة بعالم الناسوت وله جانب حيواني. ان صفات مثل الغضب والشهوة والطمع والظلم والجفاء هي من الخصائص الحيوانية وبالمثل فان صفات مثل العلم والحلم والوفاء والجود والسخاء والعدل هي من فضائل العالم الانساني.

2- في الانسان مقامان، أحدهما نوراني والاخر ظلماني أو إلهي وطبيعي، أو رحماني وشيطاني، وهناك خط فاصل بين النور والظلام. وفي دائرة الوجود هناك النزول وهو واقع في الحضيض الادنى ولكنه في بداية الصعود لهذا فهو جائز الجهتين النور والظلام والضلالة والهداية حتى يغلب احدهما الاخر. واذا غلب العقل فهو نوراني وفي أعلى العليّين، وإذا سيطرت النفس وغلبت الطبيعة فيعني الظلام وفي اسفل السجين، نظرا لان القوة الملكوتية للانسان في صراع مع القوة الطبيعية الحيوانية حتى تنتصر احداهما.

3-     اذا غفل انسان عن الشئون الرحمانية يصبح من البهائم بل اجهل من أي حيوان صامت.   

عيد الرضوان

<a href="“>

                           هُوَالمُسْتَوِي عَلَى هذا العَرْشِ المُنِيرِ

يَا قَلَمَ الأَبْهَى بَشِّرِ المَلأَ الأَعْلَى بِمَا شُقَّ حِجَابُ السِّترِ وظَهَرَ جَمَالُ اللهِ مِنْ هذَا المَنْظَرِالأَكْبَرِ بِالضِّيَاءِ الَّذِي بِهِ أَشْرَقَتْ شُمُوسُ الأَمْرِ عَنْ مَشْرِقِ اسْمِهِ العَظِيمِ، فَيَا مَرْحَبًا هَذَا عِيدُاللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ أُفُقِ فَضْلٍ مَنِيعٍ، هذَا عِيدٌ فِيهِ زُيِّنَ كُلُّ الأَشْيَاءِ بِقَمِيصِ الأَسْمَآءِوَأَحَاطَ الجُودُ كُلَّ الوُجُودِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَيَا مَرْحَبًا هذَا عِيدُ اللهِ قَدْ أَشْرَقَ عَنْ مَطْلِعِ قُدْسٍ لَمِيعٍ، أَخبِرْ حُورِيَّاتِ البَقَآءِ بِالخُرُوجِ عَنِ الغُرَفِ الحَمْرَآءِ عَلَى هَيئَةِ الحَوْرَآءِوَالظُّهُورِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَآءِبِطِرَازِالأَبْهَى‌ثُمَّ‌ائْذَنْ لَهُنَّ‌بِأَنْيُدِرْنَ كَأْسَ الحَيَوَانِ مِنْ كَوْثَرِ الرَّحْمنِ عَلَى أَهلِ الأَكْوَانِ مِنْ كُلِّ وَضِيعٍ وَشَرِيفٍ، فَيَا مَرْحَبًا هَذَاعَيدُاللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ أُفُقِ القُدْسِ بِجَذْبٍ بَدِيعٍ، ثُمَّ اءْمُرِ الغِلْمَانَ الَّذِينَ خُلِقُوا بِأَنْوَارِالسُّبْحَانِ لِيَخْرُجُنَّ عَنِ الرِّضْوَانِ بِطِرَازِ الرَّحْمنِ وَيُديرُنَّ بِأَصَابِعِ اليَاقُوتِ لأَهْلِ الجَبَرُوتِ مِنْ أَصْحَابِ البَهَآءِ كُؤُسَ البَقَاءِ لِتَجْذُبَهُم إِلَى جَمَالِ الكِبْرِيَآءِ، هذَا الجَمَالِ المُشْرِقِ‌المُنيِرِ، فَيَا حَبَّذَا هَذَا عِيدُ اللهِ‌ قَدْ ظَهَرَعَنْ مَطْلِعِ عِزٍّ رَفِيعٍ، تَاللهِ هذَا عِيدٌ فِيهِ ظَهَرَ جَمَالُ الهُوِيَّةِ مِنْ غَيرِ سِتْرٍ وَحِجَابٍ‌بِسُلْطَانٍ ذُ‌لَّتْ لَهُ أَعْنَاقُ المُنْكِرِينَ، فَيَا مَرْحَبًا هذَا عِيدُ اللهِ قَدْ ظَهَرَ بِسُلْطَانٍ عَظِيمٍ، هذَا عِيدٌ فِيهِ رُفِعَ القَلَمُ عَنِ الأَشْياءِ بِمَا ظَهَرَ سُلْطَانُ القِدَمِ عَنْ خَلْفِ حِجَابِ الأَسْمَآء إِذًا يَا أَهْلَ الإِنْشَاءِ سُرُّوا فِي‌أَنْفُسِكُم بِمَا مَرَّتْ نَسَائِمُ الغُفْرَانِ عَلَى هَيَاكَلِ الأَكْوَانِ وَنُفِخَ رُوحُ الحَيَوانِ فِي العَالمِينِ، فَيَا مَرْحَبًا هذَا عِيدُ اللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ مَطْلِعِ قُدْسٍ لَمِيعٍ‌، إِيَّاكُمْ أَنْ تُجَاوِزُوا عَنْ حُكْمِ الأَدَبِ وَتَفْعَلُوا مَا تَكْرَهُهُ عُقُولُكُم وَرِضَاؤُكُمْ هذَا مَا أُمِرْتُم بِهِ مِنْ قَلَمِ اللهِ المُقْتَدِرِ القَدِيرِ، فَيَا مَرْحَبًا هذَا عِيدُاللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ أُفُقِ فَضْلٍ مَنِيعٍ، هذَا عِيدٌ قَدِاسْتَعْلَى فِيهِ‌جَمَالُ‌الكِبْرِيَآءِعَلَى كُلِّ‌الأَشْيَآءِ وَنَطَقَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَآءِبِمَا شَآءَ وَأَرَادَمِنْ غَيرِ سِتْرٍ وَحِجَابٍ وَهَذَا مِنْ فَضْلِهِ الَّذِي أَحَاطَ الخَلائِقَ أَجْمَعِينَ، وَفِيهِ‌اسْتَقَرَّهَيْكَلُ‌البَهَآءِعَلَى عَرْشِ‌البَقَآء وَلاحَ الوَجْهُ عَنْ أُفُقِ البَدَآءِ بِنُورِ عِزٍّبَديعٍ، فَيَا مَرْحَبًا هذَا عِيدُاللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ أُفُقِ فَضْلٍ مَنِيعٍ،يَا أَهْلَ سُرَادِقِ العَظَمَةِ ثُمَّ يَاأَهْلَ خِبَآءِالعِصْمَةِ‌ ثُمَّ يَاأَهْلَ فُسْطَاطِ العِزَّةِوَ‌الرَّحْمَةِ غَنُّوا وَتَغنَّوْا بِأَحْسَنِ النَّغَمَاتِ فِي أَعْلَى الغُرُفَاتِ بِمَا ظَهَرَ الجَمَالُ المَسْتُورُفِي هذا الظُّهُورِ وَأَشرَقَتْ شَمْسُ الغَيْبِ عَنْ أُفُقِ عِزٍّ قَديِمٍ، فَيَا مَرْحَبًا هذَا عِيدُاللهِ‌ قَدْ ظَهَرَبِطِرَازٍعَظِيمٍ، أَحْرِمُوايَا مَلأَالأَعْلَى وَيَاأَهلَ‌  مَدْيَنِ‌البَقَآءِبِمَا ظَهَرَ حَرَمُ الكِبْريِآءِفِي هذَاالحَرَمِ الَّذِي تَطُوفُ حَوْلَهُ عَرَفَاتُ البَيْتِ ثُمَّ‌المَشْعَرُوَالمَقَامُوَ‌طُوفُوا وَزُورُوارَبَّ‌الأَنامِ فِي هذِهِ الأَيَّامِ الَّتي مَا أَدْرَكَتْ مِثْلَهَا العُيُونُ فِي قُرُونِ الأَوَّلِينَ، فَيَا بُشرَى‌هذَا عِيدُاللهِ‌ قَدْ طَلَعَ‌عَنْ أُفُقِ اللهِ العَزِيزِالكَرِيمِ، اكْرَعُوا يَاأَهْلَ الأَرْضِ وَالسَّمَآءِكَأْسَ البَقَآءِمِنْ أَنَامِلِ البَهَآءِفِي هذَا الرِّضْوَانِ العَلِيِّ الأَعْلَىتَالله‌مَنْ فَازَبِرَشْحٍ‌مِنْهَا لَنْيَتَغَيَّر بِمُرُورِالزَّمَانِ وَلَنْيُؤَثِّرَ فِيهِ كَيْدُالشَّيْطَانِ وَيَبْعَثُهُ اللهُ عِنْدَ كُلِّ ظُهورٍ بِجَمالِ قُدْسٍ عَزِيزٍ، فَيا مَرْحَبًا هذا عِيدُ اللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ مَنظَرِرَبٍّ حَكِيمٍ قَدِّسُوا يَا قَومِ أَنْفُسَكُمْ عَنِ الدُّنْيَا ثُمَّ‌أَسْرِعُوا إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى فِي هذَا المَسْجِدِ الأَقْصَى لِتَسْمَعُوا نِدَآءَرَبِّكُمُ الرَّحْمنِ فِي هذَا الرِّضْوانِ الَّذِي خُلِقَ بِأَمْرِ السُّبْحَانِ وَخَرَّ لَدَى بَابِهِ أَهْلُ خِبَاءِ قُدْسٍ حَفِيظٍ، فَيَا مَرْحَبًا هذَا عِيدُاللهِ‌قَدْ لاحَ عَنْ أُفُقِ مَجْدٍمَنِيعٍ، إِيَّاكُمْيَا قَومِ أَنْ تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ نَفَحَاتِ هذِهِ الأَيَّامِ وَفِيهَا تَهُبُّ فِي كُلِّ حِينٍرَ‌ائِحَةُ القَمِيصِ مِن غُلامِ عِزٍّ مُنِيرٍ، فَيَا مَرْحَبًا هذَا عِيدُاللهِ قَدْ أَشْرَقَ عَنْ مَشْرِقِ اسْمٍ عَظِيمٍ.

أن يا أحبائي إذا سمعتم رزاياي التي لا مثل لها في الإبداع لا تحزنوا لأنا خُلقنا للبلايا وجعلها الله دهنًا لهذا المصباح فهنيئا لمن يعرف لحن القول ويأخذه نفحات كلمات هذا الغلام الذي كان هدفا لسهام الأنام في سبيل الله. قل إن هذا غلام لو يغرقونه في البحر يسبح مع الحيتان ولو ينصبون رأسه على السنان ليذكر بين العباد ربه الرحمن ولو يقطعون أعضائه، كل عضو منه ينادي قد فزتُ بما هو أملي ورجائي. انتم يا أحبائي لا تحزنوا ثم اسلكوا على أثري وتمسّكوا بعروة الله لو يكشف الغطاء لتفدون أنفسكم لاستماع كلمة التي يخرج من فم المحبوب ويأخذكم جذب الاشتياق على شأن لا يمنعكم السلاسل وضوضاء أهل النفاق عن التوجه إلى نير الآفاق.                            

إلهي إلهي ألّف بين قلوب احبّائك ووحّد نفوس اصدقائك واجعلهم متّحدين متّفقين في جميع الشّئون واجمعهم علی معين رحمانيّـتك بين بريّـتك وفي ظلّ راية فردانيّـتك بين خلقك واحشرهم تحت لواء الوحدة الانسانيّة واحفظهم في صون حمايتك عن كلّ بليّة انّك انت المقتدر العزيز المهيمن الكريم الرّحيم. من الآيات البهائية

       إنّ الأفراح الرّئيسيّة تتجلّى في الدّين البهائيّ أيّام الأعياد والعطلات العديدة خلال العام.  ففي الخطابة الّتي ألقاها عبدالبهاء في الاسكندريّة بمصر يوم عيد النّوروز سنة 1912 قال:-

 “هناك في الشّرائع المقدّسة الإلهيّة في كلّ دَور وكور أيّام سرور وحبور وأعياد مباركة يحرّم فيها الاشتغال بالتّجارة والصّناعة وغيرها.

 “وتعقد فيها اجتماعات بكلّ محبّة وسرور وابتهاج وتتزيّن فيها مجالس عامّة ويكون الجميع فيها زمرة واحدة، فتتجسّد في الأبصار وحدة الأمّة وألفتها واتّحادها.

 “وحيث أنّ يوم العيد يوم مبارك، يجب أنْ لا يترك العيد يمرّ من دون ثمرة.

 “ويجب أنْ لا يقتصر ذلك اليوم على الفرح والسّرور، بل يجب أنْ يتأسّس في ذلك اليوم المبارك مشروع تعود منافعه الدّائمة على الأمّة فيما بعد…

“وليست هناك في هذا اليوم نتيجة وثمرة أعظم من هداية النّاس، لأنّ النّاس مساكين محرومين من المواهب الإلهيّة…

 “ويجب على الأحباء في مثل هذا اليوم أنْ يتركوا من بعدهم أثرًا خيريًّا ماديًّا أو معنويًّا.  ويجب أنْ تشمل تلك الآثار الخيريّة جميع البشر، لأنّ كلّ عمل خيريّ مبرور في هذا الدّور البديع يجب أنْ يكونَ عموميًّا يشمل جميع البشر ولا يخصّ البهائيّين وحدهم، وحيث أنّ ظهور الرّحمن في هذا اليوم ظهور إلهيّ فأملي أنْ يكونَ كلّ واحد من الأحباء الإلهيّين رحمة إلهيّة لعموم البشر”.

 

نعلم أن حياة الإنسان على هذا الكوكب صراع متواصل بين قوتين تتحركان في إتجاهين متضادين.
الأولى : ذات طبيعة روحانية يغذيها ويعززها مرور الإنسان خلال عملية تنوير وتطوير وتهذيب تمكنه من تحرير نفسه من العالم المادي . وهذه العملية تولد القوة التي تسهل تقدم الروح الإنسان في العالم الروحاني ، وتهبه القدرة على عكس الروح الإلهية في ذاته ووجوده ، وتزينه بحلل الإنقطاع والكرم والتضحية .
القوة الثانية: قوة مادية تغذيها وتعززها طبيعة الإنسان الجسمانية التي من خلال جذبها القوي تجعله متعلقا بالمحيط المادي، وتفرض نفوذها عليه ليحصل على أقصى إستطاعته من النعم والعطايا المادية، حتى يضفي مزيدا من المتعة واللون والزخرف  علي حياته  .
إن الحياة السليمة تتطلب منا إيجاد إنسجام وتوازن بين هاتين القوتين ، وإحدى الطرق التي تقودنا للوصول إلى هذه الحالة المثالية هى تطبيق  أحكام مثل حقوق الله و الزكاة والنذور والعشور في مختلف الديانات .
أن تطبيق هذه الأحكام الإلهية الخاصة بأعطاء جزء من أموالنا بكل روح وريحان لكى يستفيد منه الآخرين  في سلسلة من الأخذ والعطاء والتأثير والتأثر على نحو يمكنا من المساهمة بنصيبنا في النظام العظيم للمساعدة المتبادلة والإتكال المتبادل الذي يربط جميع الكائنات بعضها ببعض .
إن المبلغ الذي نخصمه من مدخراتنا ومن ممتلكاتنا تعود بالخير والصلاح على أنفسنا قبل أن تعود بالنفع على الآخرين.
فكما أن القلب في جسم الإنسان مسؤول عن دوران الدم الذي يغذي الأعضاء ، فبالمثل ضمير الإنسان هو القوة الدافعة التي تحفز المؤمنين لإطاعة أحكام الله وتنفيذ وصاياه . وتأتير هذا الفعل من التسليم والمحبة يعتمد على درجة التوق والرغبة المطلقة اللتين بهما يشعر الفرد بالبهجة والرضا في إطاعته لحكم الله . ولهذا السبب يجب أن تؤدى هذه العطية بكل روح وريحان والفرح وطيب الخاطر وإلا فان الله سبحانه وتعالى هو الغني الحميد .

 

من آثار حضرة بهاء الله

1- وإن استجاركم أحدٌ من المؤمنين وكنتم مستطيعا فأجروه ولا تحرموا عما اراد.

(امر وخلق، مجلد3، ص 260)

2-على جميع الأحباب أن يكونوا في منتهى المحبة والوداد ولا يقصّروا في اعانة بعضهم البعض.

(درياي دانش، ص 140)

3-عليكم أن تسعوا إلى مساعدة الاخرين. ينبغي لكل نفس أن يكونَعَضدا للأخر هذا هو حكم مالك الأمم الصادر من القلم.

(امر وخلق، ج3، ص260)

من ألواح حضرة عبد البهاء

1-يا أحباء الشرق والغرب، من أهم أسس دين الله ومعاني الكلمة الإلهية وواجبات الاحباء التعاون والتعاضد لأن العالم البشري وباقي الكائنات قائمة على التعاون والتعاضد. وان لم يكن هناك تعاون وتعاضد متبادل بين الكائنات يتلاشى الوجود تمامًا.

(مكاتيب عبد البهاء، ج4، ص 128-129)

2-التعاون والتعاضد من الفرائض العينية للهيئة البشرية وعلى الخصوص حزب الله الذي يجب أن يضحّي الروح في التعاون والتعاضد مع بعضهم البعض بل لعامة الناس. لأن ذلك أفضل السلوك وبمثابة الروح الذي يؤثر على جسم البشر ويعطيه حياة جديدة.

(امر وخلق، ج3، ص 260)

3-ان التعاون والتبادل من خواص عالم الوجود وبدونه يصبح الوجود عَدَمًا. وفي مراتب الوجود عندما تنظر إلى قوس الصعود فانك ترى رتبة التعاون والتعاضد اعلى من الرُّتب الاخرى. ان آثار هذا الشأن القويم نراه في عالم النبات حيث انه أعظم من عالم الجماد كما ان رتبة الحيوان اكبر من رتبة النبات. لاحظ ان هذا الأمر العظيم في عالم الانسان موجود بكل اتقان حيث ان التعاون والتعاضد والتبادل غير منحصر في الجسم والامور الجسمية فقط بل في جميع المراتب والشؤون الظاهرية والمعنوية من عقول وافكار واراء واطوار واداب واثار وإدراكات وإحساسات وباقي الشؤون الانسانية. عليك أن تدرك هذه الروابط المتينة جيدا، وكلما ازدادت هذه الروابط متانة تقدمت الجامعة الانسانية في ميدان الرقي والسعادة ومن المستحيل أن ينجح أو يفلح الانسان من دون هذه الشؤون العظيمة. (مكاتيب عبد البهاء، ج 5، ص 130-131)

لوح عن علامات يوم القيامة

<a href="“>