Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for the ‘تجديد’ Category

الملكة ماري ملكة رومانيا وحفيدة الملكة فيكتوريا (والتى سبق وعرضنا اللوح الموجه لها في المقالة السابقة ) آمنت برسالة حضرة بهاء الله .

فقد أعترفت برسالة حضرة بهاء الله وأعلنت إيمانها بها وأعلنت أعترافها بمجيء الموعود طبقا لما صرح به الإنجيل ، كما أعلنت عن إيمانها برسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأوصت الناس رجالهم ونساءهم بالتعاليم البهائية ومجدت قوة نفوذها وسموها وأعلنت إيقانها بأن هذه التعاليم هى الحل لمشاكل العالم ، وكان أول إعتراف لها عام1926 في قصر كنتروسي ببخارست .

وقد أعترفت بعقيدتها لأبنتها الصغرى وذووي قرباها وقد كتبت ثلاث كتب في مدح دين حضرة بهاء الله  ذكرت في إحداها أن ماصدر من قلم حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء ( نداء عظيم إلى السلام يتردد وراء كل الحدود ويسمو فوق كل نزاع حول الطقوس والعقائد المتعسفة )

وقد وأرسلت 3 رسائل لصديقتها ترعب فيها عن إيمانها وقد نشرت بالصحافة العالمية وقالت في إحدي خطاباتها ( لقد وجدت والحمد لله ثمرة تضرعي وتبتلي إلى الله أن يهديني إلى دين حقيقي كامل شامل وأني مستعدة أن أموت في أي مكان إذ أنني ممتلئة بالأمل ولكني أصلي إلى الله وأتوسل إليه والتمس من فضله أن يطيل في حياتي حتى أعمل لأن أمامي أعمالا كثيرة يجب أن أقوم بها .)

Read Full Post »

سورةُ الأَعرابِ

هُوَ المقدّسُ المُتعالي العلِيُّ الأَبهى
تلك آيات الله قد نزلت بالحقّ من سماء عزٍّ بديع وجعلها الله حجّةً من عنده وبرهانًا من لدنه على العالمين وفيها يذكر عباد الله الّذينهم عرفوا الله بنفسه وما احتجبهم عوى المشركين ودخلوا في ظلّ عنايته وسكنوا في جوار رحمته الّتي سبقت الممكنات وإنّ هذا لفضلٌ عظيم. أولئك هم الّذين يصلّون عليهم أهل ملأ الأعلى ثمّ ملائكة المقرّبين. أولئك الّذين إذا استشرقت عليهم شمس البقاء عن أفق العلى مرّةً أخرى خرّوا بوجوههم سُجّدًا لله العليّ العظيم. أن يا أحبّاء الله من الأعراب اسمعوا ندآء الله من هذه الشّجرة الّتي ارتفعت بالحقّ وتنطق كلّ ورقة من أوراقها في كلّ شيء بأنّي أنا الله لا إله إلاّ هو المقدّس العزيز الكريم. أن يا قوم أن أسرعوا إلى سدرة الله ثم استظلّوا في ظلّها تالله الحقّ لو تفحّص في أقطار السّموات والأرض لن تجدنّ مقرّ الأمن إلاّ في ظلّ هذه الشّجرة الّتي ارتفعت على العالمين وتهبّ من خلالها نسمة الله الّتي بها يحيى كلّ عظمٍ رميم, توجّهوا إليها وكلوا من أثمارها ليطهّر بها قلوبكم من إشارات كلّ مكّار أثيم. أن اشكروا الله بما عصمكم عن تيه النّفس والهوى وأنقذكم من غمرات الوهم والعمى في يوم الّذي فيه أتى الله بملكوت أمره وأظهر سلطانه على من في السّموات والأرضين وعرّفكم نفسه وأظهر عليكم جماله وكلّم معكم ظاهرًا مشهودًا وجعلكم من عباده العارفين. أن استقيموا على الأمر لأنّ الشّيطان قد ظهر بجنوده ويأمركم في كلّ حين بأن تكفروا بالله الّذي خلقكم بأمر من عنده وجعلكم من الفائزين. أن احمدوا الله بما اختصّكم لنفسه بحيث لمّا غابت شمس القدم عن وطنها أشرقت عن أفق العراق أرضكم وإنّ هذا من فضله عليكم ولن يعادله شيءٌ عمّا خلق بين السّموات والأرضين. وكان وجه الله بينكم مشرقًا مضيئًا من غير سترٍ وحجابٍ ويتلو عليكم من آيات ربّكم في كلّ شهورٍ وسنين. وكان يمشي بينكم جمال القدم بوقار الله وسكينته ويتجلّى عليكم في كلّ حين بتجلّي آخر وبذلك تمّت نعمة الله ورحمته عليكم لتكوننّ من الشّاكرين. فينبغي لكم بأن تفتخروا على قبائل الأرض كلّها لأنّ دونكم ما فازوا بما فزتم إن أنتم من العارفين. إذًا ينبغي لكم بأن تخلّقوا بأخلاق الله لتهبّ من شطر قلوبكم روائح القدس على الممكنات ويظهر منكم آثار ربّكم الرّحمن الرّحيم. وإنّه لمّا اصطفاكم عن بين بريّته فاجهدوا بأن يظهر منكم ما لا ظهر من دونكم ليبرهن اختصاصكم بنفسه بين العالمين. كونوا كالنّجوم بين ملأ الأرض ليهتدي بكم عباد الّذينهم احتجبوا عن عرفان الله ومظهر أمره وكانوا من الغافلين. كونوا أمناء على أنفسكم وأنفس النّاس ثمّ في أموالهم وإنّها لصفة الّتي أحبّها الله من قبل أن يخلق الآدم من الماء والطّين وأنتم إن لا تكونوا أمناء في الأرض لن تطمئنّوا من أنفسكم ولا النّاس منكم كذلك ينصحكم الله بلسان مظهر أمره وإنّه لذكرى لكم وللخلايق أجمعين. طهّروا صدوركم عن الحسد والبغضاء ثمّ نفوسكم عن البغي والفحشاء ثم اعملوا بما أمركم الله وإنّه ما أمر العباد إلاّ بما هو خيرٌ لهم عن خزائن السّموات والأرضين. إيّاكم أن لا تجادلوا لما خلق في الدّنيا مع أحد دعوها لأهلها لتستريح أنفسكم وتكوننّ خالصًا لوجه ربّكم العليّ العظيم. وإنّ ملكوت الغَنا بيد ربّكم الرحمن يغني من يشاء بأمرٍ من عنده وإنّه لهو المقتدر العزيز الكريم. ثمّ اعلموا بأنّ الله أودع الأرض بيد الملوك وجعلهم ظهورات قدرته بين الخلايق أجمعين إن يدخلنّ في ظلّ سدرة الأمر ومن دون ذلك الأمر بيده يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. إنّه لم يزل ما أراد لنفسه شيئًا أودع الدّنيا وزخرفها لأهلها وقدّس أوليائه عن التّوجه إليها لأنّه ما أراد لهم إلاّ ما هو يبقى بدوام نفسه العليّ العظيم. وما أراد من الدّنيا هو قلوب أحبائه ليقدّسهم عن كلّ ما سواه ويعرجهم إلى مقر الأمن مقام الّذي لن يشهد فيه إلاّ بوارق الوجه ولن يذكر إلاّ ذكري العزيز البديع. أن افتحوا يا قوم مدائن القلوب بسيف اللّسان باسم ربّكم المقتدر العزيز المنان وكذلك أمركم لسان الرّحمن من قبل وحينئذٍ أن اعملوا بما أمرتم ولا تجاوزوا عن حدود الله ربّكم وربّ العالمين. إيّاكم أن لا تجادلوا في أمر الله مع أحد لأنّا أرفعنا حكم السّيف وقدّرنا النّصر بالحكمة والبيان فضلاً من لدنّا على الخلائق أجمعين. أن اشتعلوا يا قوم بحرارة حبّ الله لتشتعل منكم أفئدة النّاس وإنّ هذا حق النّصر لو أنتم من العارفين. إنّه لم يزل كان مقدّسًا عن الدّنيا وما خلق فيها وعليها ولو أراد ليسخّر الأرض ومن عليها باسمه المقتدر العزيز القدير. أن اصبغوا يا قوم بصبغ الله ثم اجتنبوا عن صبغ المشركين. إنّ الله يأمركم بالبرّ والتّقوى أن اتّقوا في دين الله ولا ترتكبوا البغي والفحشاء كونوا من الّذين يشهد من وجوههم أنوار ربّكم المختار ويظهر منهم أثر الله ووقاره كذلك ينبغي لكم أهل البهاء في هذه الأيّام الشّديد. أن يا أعرابي اسمعوا ندائي ثم امشوا على أثري ثم اذكروا أيّام لقائي ووصالي ثمّ هجرتي وغربتي وسجني ليذكركم الله في ملكوت عزّ كريم. دعوا كأس الفناء من الّذينهم اتّبعوا النفس والهوى ثمّ خذوا كأس البقاء من أنامل البهاء باسم ربّكم العليّ الأعلى في هذه الكرّة الأخرى وإنّ بها تستغني النّفوس عن العالمين. أن يا قلم القدم ذكّر عبادنا الأعراب الّذين اختصّهم الله بنفسك وجعلهم ناظرًا إلى شطر رحمتك وانقطعهم عن المشركين ليفرحوا في أنفسهم ويستقيموا على أمر الّذي انفطرت منه سماء الإعراض واندكّت كلّ جبلٍ شامخٍ رفيعٍ. قل يا قوم إنّا أخبرناكم حين الخروج عن العراق بأنّ السّامريّ يظهر والعجل ينادي وتتحرّك طيور اللّيل بعد غيبة الشّمس إيّاكم أن لا تنسوا كلمات الله كونوا في عصمة منيع. تالله يا أعرابي لو تنظرونني لن تعرفوني وقد ابيضّ مسك السّود من تتابع البلايا وظهرت ألف الأمر على هيئة الدّال من توالي القضايا ثمّ اصفرّ هذا الوجه المحمرّ المنير. يا أعرابي لا تنسوا ذكري وبلائي ولا كربتي وابتلائي فوعمري إنّ عيني يمطر وقلبي ينوح على نفسي بين هؤلاء المشركين. تالله إنّ جمال المشيّة قد تغيّر من ظلم الأعداء وهيكل الإرادة قد استقرّ على الرّماد والقدر شقّ ثياب الصّبر والقضاء منع عن الإمضاء بما ورد من جنود الأشقياء على الله العلي الأعلى في ظهوره الأخرى وكذلك قضي الأمر إن أنتم من السّامعين. هل من ناصرٍ ينصر جمال الله باللّسان ويحفظ هيكل أمره من سيوف أهل البيان ويكون من الّذين ما منعتهم حجبات الأسماء عن الورود في طمطام الأعظم هذا الذّكر الحكيم. وهل من ذي رحمٍ يرحم على هذا المظلوم ويستقيم على نصره وينقطع عن العالمين. أن يا أعرابي إنّ الّذي لن يقدر أن يتكلّم في محضري قد قام على قتلي بعد الّذي خلقناه وربيّناه وعلّمناه وحفظناه في شهور وسنين. تالله لو أقصّ لكم من قصص يوسف البقاء وما ورد عليه من ذئاب البغضاء لتنقطعنّ عن أنفسكم وأرواحكم وتتوجهنّ إلى البيداء وتنوحنّ إلى أن تفارق الرّوح من أجسادكم ولكن أمسكنا القلم عن البيان حفظًا لأنفسكم يا معشر المخلصين. يا أعرابي نوحوا لوحدتي وغربتي وسجني وبلائي ولا تكوننّ من الغافلين. إنّ الّذين جعل الله ظاهرهم عبرةً في الأرض قد قاموا على الإعراض على شأن عجز عن ذكره قلم العالمين. يا أعرابي اسمعوا قولي ولا تقرّبوا الّذين تهبّ منهم روائح النّفاق تجنّبوا عن مثل هؤلاء وكونوا في عصمة منيع. كذلك أمركم جمال الرّحمن حين الّذي أحاطته الأحزان من جنود الشّيطان إن أنتم من العارفين. والضّياء الذي أشرق عن ناحية البقاء عليكم يا أهل البهاء بدوام الملك المقتدر العليّ العظيم.

Read Full Post »

ياماما ياحلوة ربنا يزيدك

<a href=”“>
كل عام وكل أم بخير وسلام لقد أمرنا الله مرارا وتكررا في كل الكتب السماوية بإطاعة الوالدين فقد تفضل في كتابه الكريم :

(وقضى ربك ألا تعبدوا الإ إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) سورة الإسراء 24

إياكم أن ترتكبوا مايحزن به آبائكم وأمهاتكم ، أن اسلكوا سبيل الحق والسبيل مستقيم . وإن يخيركم أحد في خدمتي وخدمة آبائكم وأمهاتكم أن أختاروا خدمتهم ثم أتخذوا بها إلى سبيلا ) من الآيات البهائيبة

Read Full Post »

الرجل والمرأة كيف يتساوون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

   

نادى حضرة بهاء الله منذ 165 عام في رسالته المباركة للبشرية بمساواة الرجل والمرأة . فماذا يعنى ذلك من وجهة النظر البهائية ؟

إن مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة يجب أن ينظر إليه من منظور أكبر من الحقوق والواجبات في نطاق العلاقة المحدودة بين الرجل والمرأة من حيث توزيع المهام مناصفة بين الرجال والنساء مثل أعمال المنزل وتربية الأولاد وغيرها من الأمور . إن للدين البهائي رؤية أكثر شمولية ترتكز على الهدف الأساسي لتعاليم حضرة بهاء الله وهو مبدأ (وحدة العالم الأنساني ) الذي يتطلب أن ننظر للأنسانية كفرد واحد ونفس واحدة .

يشرح حضرة عبد البهاء ذلك بقوله : للعالم الأنساني جناحان أحدهما المرأة والآخر الرجل . ولا يمكن للطير أن يطير إلا إذا تساوى الجناحان . فلو ظل أحد الجناحين ضعيفا لأستحال الطيران . وما لم يصبح عالم المرأة مساو لعالم الرجل في تحصيل الفضائل والكمالات ، لايمكن بلوغ الفلاح والنجاح كما ينبغي وقد يكون ذلك ممتنعا ومحال

يوضح لنا بيت العدل الأعظم إن مبدأ مساواة الرجل والمرأة ليس غربي المنشأ بل هو حقيقة روحانية يتعلق بمظهر من مظاهر طبيعة الأنسان ، أعلنه حضرة بهاء الله من موطنه الأصلى بإيران وهو علاوة على ذلك أحد متطلبات العدل . إن هذا المبدأ متناغم مع الأستقامة العالية للسلوك ، وتطبيقه يقوي أواصر الحياة العائلية ، وهو ضروري في إحياء وتقدم أي أمة ، وركن من أركان السلام العالمي …….ورغم أن الأعتراف بحقيقة ذلك لايزال على نطاق ضيق . إن إنكار مثل هذه المساواة ينزل الظلم بنصف سكان العالم ، وينمي لدى الرجال إتجاهات وعادات مؤذية تنتقل من محيط الأسرة إلى محيط العمل ، إلى محيط الحياة السياسية ، وفي نهاية الأمر إلى ميدان العلاقات الدولية .فليس هناك أي أساس خلقي أو عملي أو بيولوجي يمكن أن يبرر مثل هذا الإنكار . ولن يستقر المناخ الخلقي والنفسي الذي سوف يتسنى للسلام العالمي النمو فيه ، إلا عندما تدخل المرأة بكل ترحاب إلى سائر ميادين النشاط الإنساني كشريكة كاملة للرجل .

Read Full Post »

اصل الخسران لمن مضت ايامه و ما عرف نفسه كذلك علمناك و صرفنا لك كلمات الحكمة لتشكر الله ربك في نفسك و تفتخر بها بين العالمين

 

هو العلي الاعلي

 

اصل كل الخير

هو الاعتماد علي الله و الانقياد لامره و الرضاء بمرضاته

 

اصل الحكمة

هو الخشية عن الله عز ذكره و المخافة من سطوته و سياطه و الوجل من مظاهر عدله و قضائه

 

رأس الدين

هو الاقرار بما نزل من عند الله و الاتبع لما شرع في محكم كتابه

 

رأس الدين

هو الاقرار بما نزل من عند الله و الاتبع لما شرع في محكم كتابه

 

اصل العزة

هو قناعة العبد بما رزق به و الاكتفاء بما قدر له

 

اصل الحب

هو اقبال العبد الي المحبوب و العراض عما سواه و لا يكون مراده الا ما اراده مولاه

 

رأس الفطرة

هو الاقرار بالافتقار و الخضوع بالاختيار بين يدي الله الملك العزيز المختار

 

رأس التجارة

هو حبي , به يستغني كل شئ عن كل شئ و بدونه يفتقر كل شئ عن كل شئ و هذا ما رقم من قلم عز منير

 

رأس الايمان

هو التقلل في القول و التكثر في العمل ,و من كانت اقواله ازيد من اعماله فاعلموا ان عدمه خير من وجوده و فناءه احسن من بقائه

 

اصل كل الشر

هو اغفال العبد عن مولاه و اقباله الي هواه

 

اصل النار

هو انكار آيات الله و المجادلة بمن ينزل من عنده و الاعراض عنه و الاستكبار عليه

 

رأس الذلة

هو الخروج عن ظل الرحمن و الدخول في ظل الشيطان

 

رأس كل ما ذكرناه لك

هو الانصاف و هو خروج العبد عن الوهم و التقليد و التفرس في مظاهر الصنع بنظر التوحيد و المشاهدة في كل الامور بالبصر الحديد

 

اصل الخسران

لمن مضت ايامه  و ما عرف نفسه كذلك علمناك و صرفنا لك كلمات الحكمة لتشكر الله ربك في نفسك و تفتخر بها بين العالمين

 

 

 

Read Full Post »

مؤتمر حوار الأديان ونداء حضرة بهاء الله للبشرية

أتابع من خلال شاشات التليفزيون المؤتمر الذي عقد في مدريد للحوار بين الأديان والتسامح الديني، والفكرة جيدة فعلا ونحن في أمس الحاجة أليها، ندعو الله أن ينجح المؤتمر ويؤتي بثمار نجاحه أن شاء الله.

لقد نادى حضرة بهاء الله منذ أكثر من 150 عام بترويج الوحدة الدينية ووصى أتباعه بالأخذ بالتسامح والإحسان إلى أقصى الحدود، فقد دعا أتباعه إلى (المعاشرة مع الأديان بالروح والريحان) وكتب في آخر وصية أوصاها في لوح وصيته المعروف بـ (كتاب عهدي) بالنص:

“قد نهيناكم عن النّزاع والجّدال نهيًا عظيمًا في الكتاب (الكتاب الأقدس).  

هذا أمر الله في هذا الظّهور الأعظم وعَصَمهُ من حكم المحو وزَيّنَهُ بطراز الإثبات…” إلى أنْ قال في هذه لوصيّة ذاتها ما ترجمته:-

 

يا أهل الأرض إنّ مذهب الله هو من أجل المحبّة والاتّحاد فلا تجعلوه سبب العداوة والاختلاف. أرجو أنْ يتمسّك أهل البهاء بهذه الكلمة المباركة: (قلْ كلّ من عند الله) فإنّ هذه الكلمة العليا بمثابة الماء لإطفاء نار الضّغينة والبغضاء المخزونة المكنونة في القلوب والصّدور، وبهذه الكلمة الواحدة تفوز الأحزاب المختلفة بنور الاتّحاد الحقيقي. إنّه يقول الحقّ ويهدي السّبيل، وهو المقتدر العزيز الجّميل“.

 ويتفضل حضرة عبدالبهاء:-

 إنّ ترك التّعصّبات محتوم على الجميع، وعليهم جميعًا أنْ يذهبوا إلى كنائس ومعابد ومساجد بعضهم بعضًا، لأنّ ذكر الله يكون في جميع هذه المعابد، ففي الحين الّذي يجتمع فيه الجميع على عبادة الله ما الفرق يا ترى في اجتماعاتهم؟ إذ لا يعبد أحدهم الشّيطان! فعلى المسلمين أنْ يذهبوا إلى كنائس المسيحيّين وصوامع الكليميّين والعكس بالعكس: على الآخرين أنْ يذهبوا إلى مساجد المسلمين.  ولايتجنّب هؤلاء النّاس بعضهم بعضًا بسبب التّقاليد والتّعصّبات الّتي ما أنزل الله بها من سلطان

“وفي كثير من هذه المجامع تحدّثت عن الأساس الأصلي الإلهيّ الّذي هو أساس الأديان جميعها، وأقمت الدّلائل والبراهين على أحقيّة رسل الله ومظاهره المقدّسة، وشوّقت الجميع وحثثتهم على محو التّقاليد العمياء.  فعلى جميع الرّؤساء الرّوحانيّين أنْ يذهب بعضهم إلى كنائس البعض الآخر، ويتحدّثوا عن أساس الأديان والتّعاليم الأصليّة الإلهيّة، ويعبدوا الله بكمال الاتّحاد والاتّفاق والألفة في معابد بعضهم، ويتركوا التّعصّبات العقيمة تركًا تامًّا”([1]). “وفي كثير من هذه المجامع تحدّثت عن الأساس الأصلي الإلهيّ الّذي هو أساس الأديان جميعها، وأقمت الدّلائل والبراهين على حقيّة رسل الله ومظاهره المقدّسة، وشوّقت الجميع وحثثتهم على محو التّقاليد العمياء.  فعلى جميع الرّؤساء الرّوحانيّين أنْ يذهب بعضهم إلى كنائس البعض الآخر، ويتحدّثوا عن أساس الأديان والتّعاليم الأصليّة الإلهيّة، ويعبدوا الله بكمال الاتّحاد والاتّفاق والألفة في معابد بعضهم، ويتركوا التّعصّبات العقيمة تركًا تامًّا”([1]).

فلو تمّت هذه الخطوات الأولى وتأسّست حالة وديّة متبادلة من التّسامح بين الطّوائف الدّينيّة المتنوّعة لرأيتم ما أعظم التّغيير الّذي يحدث في العالم! ومن أجل تحقيق هذه الوحدة يلزمنا في الحقيقة شيء أعظم من هذا.  فالتّسامح من المسكّنات لمرض تعدّد المذاهب، ولكنّه ليس بالدّواء الناجح له، لأنّه لا يستأصل سبب المرض.

 

 فلو تمّت هذه الخطوات الأولى وتأسّست حالة وديّة متبادلة من التّسامح بين الطّوائف الدّينيّة المتنوّعة لرأيتم ما أعظم التّغيير الّذي يحدث في العالم! ومن أجل تحقيق هذه الوحدة يلزمنا في الحقيقة شيء أعظم من هذا.  فالتّسامح من المسكّنات لمرض تعدّد المذاهب، ولكنّه ليس بالدّواء الناجع له، لأنّه لا يستأصل سبب المرض.

Read Full Post »

أستكمالا للمقال السابق عن كيف حمى حضرة بهاء الله دينه من الأنقسامات؟ فقد أوضحنا أن حضرة بهاء الله قبل صعوده أوصى في كتاب (عهدي) بولاية حضرة عبد البهاء من بعده مبينا لتعاليم حضرته ومفسرا لها وأشار لذلك أيضا بالكتاب الأقدس. وبهذا حمى الدين من التفرقة المذهبية ومن التعدد في التفسير، فكان حضرة عبد البهاء المثل الأعلى للحياة البهائية الحقة.

أستكمالا للمقال السابق فقد عين حضرة عبد البهاء في ألواح وصاياه حفيده حضرة شوقي أفندي وليا للأمر المبارك فكان حضرته المبين المفوض للتعاليم الإلهية. تابع حضرته عمل جده لمدة 36 عام متوالية بكل جد وأجتهاد مفسرا كلمات حضرة بهاء الله ومحكما تأسيس أمره في كل أنحاء الأرض. وبهذا ظلت وحدة الدين البهائي متماسكة لا يصيبها أى أنشقاق بفضل قوة الميثاق الإلهي.

وبعد خمس سنوات ونصف من صعوده، أنتخب البهائيون في العالم بيت العدل الأعظم كما صوره حضرة بهاء الله ووصفه بوضوح حضرة عبد البهاء وحضرة وولي أمر الله . إن بيت العدل الأعظم هو المؤسسة العليا للأمر المبارك والذي يتوجه إليه الآن جميع البهائيين في العالم. وكما ذكرت سابقا أنه المركز الإدارى للبهائيين في العالم.

Read Full Post »

ألا يذكرنا التوافق بين ظهور رسالة حضرة بهاءالله والتغيير الذي شمل أوضاع العالم بالتغييرات الجَذرِيَةِ التي حقّقتها الرسالات الإلهية السابقة في حياة البشر؟ ألا يدعونا هذا التوافق إلى التفكير في الرباط الوثيق بين الآفاق الجديدة التي جاءت في رسالة حضرة بهاءالله وبين التفتّح الفكري والتقدم العلمي والتغيير السياسي والاجتماعي الذي جدّ على العالم منذ إعلان دعوته؟ومهما بدت شدة العقبات وكثرتها فقد حان يوم الجمع بعد أن أعلن حضرة بهاءالله: “إن ربّكم الرحمن يحبّ أن يرى مَن في الأكوان كنفس واحدة، ويتميز المجتمع البهائي العالمي اليوم بالوحدة التي تشهد لهذا الأمر والتي جمعت نماذج من كافة الأجناس والألوان والعقائد والأديان والقوميات والثقافات وأخرجت منها خلقاً جديداً، إيذاناً بقرب اتحاد البشرية وحلول السلام والصلح الأعظم، إنها المحبة الإلهية التي تجمع شتات البشر فينظر كل منهم إلى باقي أفرادها على أنهم عباد لإله واحد وهم له مسلمون. إنّ فطرة الإنسان التي فطره الله عليها هي المحبة والوداد، والأخوة الإنسانية منبعثة من الخصائص المشتركة بين أفراد البشر، فالإنسانية بأسرها خلق إرادة واحدة، وقد خرجت من أصل واحد، وتسير إلى مآل واحد، ولا وجود لأشرار بطبيعتهم أو عصاة بطبعهم، ولكن هناك جهلة ينبغي تعليمهم، وأشقياء يلزم تهذيبهم، ومرضى يجب علاجهم. حينئذ تنتشر في الأرض أنوار الملكوت، ويملأها العدل الإلهيّ الموعود.كان الاتحاد دائماً هدفاً نبيلاً في حدّ ذاته، ولكنه أضحى اليوم ضرورة تستلزمها المصالح الحيويّة للإنسان. فالمشاكل التي تهدّد مستقبل البشريّة مثل: حماية البيئة من التلوث المتزايد، واستغلال الموارد الطبيعيّة في العالم على نحو عادل، والحاجة الماسة إلى مشروعات التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة في الدول المتخلّفة، وإبعاد شبح الحرب النوويّة عن الأجيال القادمة، ومواجهة العنف والتطرف اللذين يهددان بالقضاء على الحريّات والحياة الآمنة، وعديد من المشاكل الأخرى، يتعذّر علاجها على نحو فعّال إلاّ من خلال تعاون وثيق مخلص يقوم على أسس من الوفاق والاتحاد على الصعيد العالمي، وهذا ما أوجبه حضرة بهاءالله: يجب على أهل الصفاء والوفاء أن يعاشروا جميع أهل العالم بالرَّوح والرّيحان لأن المعاشرة لم تزل ولا تزال سبب الاتحاد والاتفاق وهما سببا نظام العالم وحياة الأمم. طوبى للذين تمسّكوا بحبل الشفقة والرأفة وخلت نفوسهم وتحرّرت من الضغينة والبغضاء.علّمنا التاريخ، وما زالت تعلّمنا أحداث الحاضر المريرة، أنّه لا سبيل لنزع زؤان الخصومة والضغينة والبغضاء وبذر بذور الوئام بين الأنام، ولا سبيل لمنع القتال ونزع السلاح ونشر لواء الصلح والصلاح، ولا سبيل للحدّ من الأطماع والسيطرة والاستغلال، إلا بالاعتصام بتعاليم إلهية وتشريع سماوي تهدف أحكامه إلى تحقيق هذه الغايات، ومن خلال نظام عالمي بديع يرتكز على إرساء قواعد الوحدة الشاملة لبني الإنسان وتوجيه جهوده إلى المنافع التي تخدم المصالح الكلية للإنسانية.وفي الحقيقة والواقع أَنَّ حسنَ التفكيرِ والتدبيرِ مساهمان وشريكان للهداية التي يكتسبها الإنسان من الدين في تحقيق مصالح المجتمع وضمان تقدّمه. فإلى جانب التسليم بأن الإلهام والفيض الإلهي مصدر وأساس للمعارف والتحضّر، لا يجوز أن نُغفِل دور عقل الإنسان أو نُبخّس حقّه في الكشف عن أسرار الطبيعة وتسخيرها لتحسين أوجه الحياة على سطح الأرض، فهو من هذا المنظور المصدر الثاني للمعارف اللازمة لمسيرة البشرية على نهج التمدّن، والتعمّق في فهم حقائق العالم المشهود.وقد تعاون العلم والدين في خلق الحضارات وحلّ مشاكل ومعضلات الحياة، وبهما معاً تجتمع للإنسان وسائل الراحة والرخاء والرقي ماديّاً وروحانيّاً. فهما للإنسان بمثابة جناحي الطير، على تعادلهما يتوقّف عروجه إلى العُلى، وعلى توازنهما يقوم اطّراد فلاحه. أما إذا مال الإنسان إلى الدين وأهمل العلم ينتهي أمره إلى الأوهام وتسيطر على فكره الخرافات، وعلى العكس إذا نحا نحو العلم وابتعد عن الدين، تسيطر على عقله وتفكيره ماديّة مفرطة، ويضعف وجدانه، مع ما يجرّه الحالان على الإنسانية من إسفاف وإهمال للقيم الحقيقية للحياة. ولعلّ البينونة التي ضاربت أطنابها بين الفكر الديني والتفكير العلمي هي المسؤول الرئيس عن عجز كليهما عن حسن تدبير شؤون المجتمع في الوقت الحاضر. لقد وهب الله العقل للإنسان لكي يحكم به على ما يصادفه في الحياة فهو ميزان للحكم على الواقع، وواجب الإنسان أن يوقن بصدق ما يقبله عقله فقط، ويعتبر ما يرفضه عقله وهماً كالسراب يحسبه الناظر ماء ولكن لا نصيب له من الحقيقة. أما إذا دام الإصرار على تصديق ما يمجّه العقل فما عساها تكون فائدة هذه المنحة العظمى التي منّ الله بها على الإنسان وميّزه بها عن الحيوان. فكما أن الإنسان لا يكذّب ما يراه بعينيه أو ما يسمعه بأذنيه فكذلك لا يسعه إلاّ أن يصدّق بما يعيه ويقبله عقله. والحقّ أن العقل يفوق ما عداه من وسائل الإدراك فكل الحواس محدودة في قدراتها بالنسبة للعقل الذي لا تكاد تحدّ قدراته حدود، فهو يدرك ما لا يقع تحت الحواس ويرى ما لا تراه العين وينصت لما لا تصله إلى سمعه الآذان، ويخرق حدود الزمان والمكان فيصل إلى اكتشاف ما وقع في غابر الأزمان ويبلغ إلى حقائق الكون ونشأته والناموس الذي يحكم حركته. ومن الحق أن كل ما عرفه الإنسان من علوم وفنون واكتشافات وآداب هي من بدع هذا العقل ونتاجه. أفلا يكفي عذراً إذن لمن ينكرون الدين في هذه الأيام أن كثيراً من الآراء الدينية التي قال بها المفسرون القدماء مرفوضة عقلاً، ومناقضة للقوانين العلمية والقواعد المنطقية التي توصل إليها العقل؟والمبدأ المرادف للمبدأ السابق هو مسئولية الإنسان في البحث عن الحقيقة مستقلاً عن آراء وقناعات غيره، وبغض النظر عن التقاليد الموروثة والآراء المتوارثة عن السلف والقدماء مهما بلغ تقديره لمنزلتهم ومهما كانت مشاعره بالنسبة لآرائهم. وبعبارة أخرى يسعى لأن تكون أحكامه على الأفكار والأحداث صادرة عن نظر موضوعي نتيجة لتقديره ورأيه تبعاً لما يراه فيها من حقائق. إن الاعتماد على أحكام وآراء الغير تَسبّبَ في الإضرار بالفكر الديني والتفكير العلمي وملكة الإبداع في كثير من الأمم، فإحباط روح البحث والتجديد التي نعاني منها اليوم كانت نتيجة التقليد الأعمى واتباع ما قاله السلف والتمسك بالموروث بدون تدقيق في مدى صحته أو نصيبه من الحقيقة أو اختبار أوجه نفعه.فواجبنا اليوم أن نتحرّى الحقيقة ونترك الخرافات والأوهام التي تشوب كثيراً من تصورات ومفاهيم وتفاسير السلف في مختلف الميادين وعلى الأخص فيما يتعلق بالمعتقدات والتفاسير الدينيّة. لقد خلق الله العقل في الإنسان لكي يطلع على حقائق الأشياء لا ليقلد آباءه وأجداده تقليداً أعمى. وكما أن كل من أُوتِيَ البصر يعتمد عليه في تبيّن الأشياء، وأن كل من أُوتِيَ السمع يعتمد عليه في التمييز بين الأصوات، فكذلك واجب كل من أُوتِيَ عقلاً أن يعتمد عليه في تقديره للأمور ومساعيه لتحري الحقيقة واتباعها. وذلك هو النصح والتوجيه الإلهي حيث قال تعالى: “وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمَعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهِ مَسْئُولاًسورة الإسراء، آية ٣٦.وإهمال المرء الاستقلال في بحثه وأحكامه يورث الندامة. فقد رفض اليهود كلاّ من رسالة سيدنا المسيح ورسالة سيدنا محمد نتيجة لإحجامهم عن البحث المستقلّ عن الحقيقة واتباع التقاليد والأفكار الموروثة، من ذلك نبوءات مجيء سيدنا المسيح – التي وِفقاً للتفاسير الحرفية التي قال بها السلف – أنه سيأتي مَلَكاً ومن مكان غير معلوم بينما بُعث سيدنا المسيح فقيراً وجاءهم من بلدة الناصرة، وبذلك أضلّتهم أوهام السلف عن رؤية الحقيقة الماثلة أمام أنظارهم ومنعتهم عن إدراك المعاني الروحانية المرموز إليها في تلك النبوءات. ثم أدّى التشبث بمفاهيم السلف إلى بث الكراهية والعداوة بينهم وبين أمم أخرى دامت إلى يومنا هذا. وما ذلك إلاّ بسبب الانصراف عن إعمال العقل والاستقلال في التعرف على الحقيقة.

Read Full Post »

تجديد الدين إذاً، سُنّة متواترة بانتظام منذ بدء النشأة الأولى، وهو تجديد لأن أصول الرسالات السماوية ثابتة وواحدة، وكذلك غاياتها ومصدرها، ولكن أحكامها هي العنصر المتغيّر وفقاً لمقتضى الحاجة في العصر الذي تظهر فيه، لأن مشاكل المجتمعات الإنسانية تتغير، ومدارك البشرية تنمو وتتبدل، ولا بد من أن يواجه الدين هذا التغيير والتبديل فيحل مشاكل المجتمع ويخاطب البشر بحسب نمو مداركهم، وإلاّ قَصَّرَ عن تحقيق مهامه. فما جاء به الأنبياء والرسل كان بالضّرورة على قدر طاقة الناس في زمانهم وفي حدود قدرة استيعابهم، وإلاّ لما صلح كأداة لتنظيم معيشتهم، والنهوض بمداركهم في التقدم المتواصل نحو ما قَدَّرهُ الله لهم. والمتأمل في دراسة الأديان المتتابعة بدون تعصّب يرى في تعاليمها السامية خطة إلهية تتضح معالمها على وجه التدريج، غايتها توحيد البشر. فالواضح في تعاليم الأديان المختلفة سعيها المتواصل لتقارب البشر وتوحيد صفوفهم على مراحل متدرجة وفقاً للإمكانيات المتوفرة في عصورهم. ولهذا فإن المحور الذي تدور حوله جميع تعاليم الدين البهائي هو وحدة الجنس البشري قاطبة؛ اتحاد لا يفصمه تعصّب جنسي أو تعصّب ديني أو تعصّب طائفي أو تعصّب طبقي أو تعصّب قومي، وهذا في نظر التعاليم البهائية أسمى تعبير للحب الإلهي، وهو في الواقع أكثر ما يحتاجه العالم في الوقت الحاضر.

ولكن لا يمكن تحقيق هذا الركن الركين لسلام البشرية ورخائها وهنائها إلاّ بقوة ملكوتية، ومَدَدٍ من الملأ الأعلى مُؤيَّدٍ بشديد القوى، لأنه هدف يخالف المصالح المادية التي يهواها الإنسان ويسعى إليها بحكم طبيعته، وكلّها مصالح متباينة ومتضاربة ومؤدّية إلى الاختلاف والانقسام. وقد نبّه حضرة عبدالبهاء إلى التزام البهائيين بهذا المبدأ بقوله:

“إن البهائي لا ينكر أي دين، وإنما يؤمن بالحقيقة الكامنة فيها جميعاً، ويفدي نفسه للتمسك بها، والبهائي يحب الناس جميعاً كأخوته مهما كانت طبقتهم أو جنسهم أو تبعيّـتهم، ومهما كانت عقائدهم وألوانهم سواء أكانوا فقراء أم أغنياء، صالحين أم طالحين”

ولو أعدنا قراءة التاريخ وتفسير أحداثه بمعايير روحانية لتَحَقَّقَ لنا أن هذا الهدف لم يهمله الرسل السابقون، وإنما اقتضت ظروف أزمنتهم تحقيق أهداف كانت حاجة البشرية لها أكبر في عصورهم، والاكتفاء بالتمهيد للوحدة الإنسانية انتظاراً لحين توفر الوسائل المادية والمعنوية لتحقيقها. وقد وَحّدت تعاليم السيد المسيح بين المصريين والأشوريين وبين الرومان والإغريق بعد طول انقسام وعديد من الحروب المهلكة. كما وَحّدت تعاليم الإسلام بين قبائل اتخذت من القتال وسيلة للكسب، وجمعت أقواماً متباينة مآربها، مختلفة حضاراتها، متنوعة ثقافاتها، متعددة أجناسها؛ من عرب وفرس وقبط وبربر وأشوريين وسريان وترك وأكراد وهنود وغيرها من الأجناس والأقوام.

وهكذا تهيأت بالتدريج الوسائل والظروف لكي تُشيِّدَ التعاليم البهائية الاتّحاد الكامل الشامل للجنس البشريّ بأسره في هذا العصر الذي يستعصي فيه التوفيق بين ثقافات وحضارات الشرق والغرب، ويقدم توحيدهما تحدّياً أعظم من التحديات التي اعترضت سبيل توحيد الأمم في العصور السالفة.

Read Full Post »